بسم الله الرحمن الرحيم
Ep1 :
الكثيرون يعتبرون حتى الآن لعبة The Walking Dead الأولى أفضل ما عملت عليه أيدي أستوديو التطوير و”قصّاصِ الصناعة” Telltale، وربما تكون اللعبة التي رفعته للأعلى، وبعد اكتمال جزء رئيسي ثانٍ وانتظار موسم ثالث، نحصل على سلسلة قصيرة بعنوان Michonne مكونة من ثلاث حلقات، الأولى هي البداية، لكن ليست بداية البداية.
لما لا تعتبر اللعبة بداية البداية؟ ببساطة لكونها تقع في مكان ما بين أحداث قصة The Walking Dead المصورة، واللعبة تحمل اسم شخصيتها الرئيسية، السمراء Michonne التي تنعزل عن الناس في صراع لها مع الموتى السائرين وماضيها المؤلم بفقدانها ابنتيها، وبعد أن تلتقي بمجموعة جديدة من الناجين تبدأ بتكوين علاقات جديدة والقيام بالمزيد من التضحيات سيكون لك أنت كلاعب دور رئيسي فيها كالعادة، البداية مثيرة إلا أنها بطيئة، أو ربما تعاني بطئا من نوع ما يُخلفه أسلوب لعب مكون في الدقائق الأولى من تحركات محدودة جدا.
تعلمون أنه من الصعب الحكم على القصة من البداية، خاصة أن هذه السلسلة مكونة من حلقات ثلاثٍ فقط، إلا أن الاختيارات كالعادة في ألعاب الأستوديو لا تظهر ما إذا كانت صائبة أو خاطئة، ما يجعلك تقوم ببعض التضحيات التي ستندم عليها لاحقا، القصة طبعا غير متعلقة بالموتى الأحياء أو النجاة، فهي أمور معروفة الآن في السلسلة، إلا أنها متعلقة بالشخصيات والعلاقات التي تكونها، وMichonne نجحت مجددا في وضعك في مواقف صعبة وداخل قصة مثيرة للاهتمام، بناء الشخصيات رغم ذلك مازال في البداية والشخصية الرئيسية تبدو باردة حتى الآن، وسيكون من السهل التخلي عن الشخصيات في الحلقة الأولى ما إذا لم يكتسبوا عمقا أكبر، والخوف في ألا يتمكن الفريق من فعل ذلك في حلقتين فقط، واحدة منهما ستكون النهاية.
بخصوص أسلوب اللعب فـTWD Michonne تأخذ العناصر المُؤسسة لألعاب فريق التطوير، التحكم بالشخصية حر في أماكن محددة، حيث يمكنكم التنقل في البيئة والتفاعل مع الشخصيات والأشياء فيها، وأحيانا عبارة عن مشاهد بتحكم محدود، كأن تحركوا الأنالوغ باتجاه واحد فقط للقيام بحركة معينة، بالإضافة لمقاطع الـQTE التي عليكم فيها ضغط الأزرار بسرعة وبالشكل الصحيح وعادة ما تُفّعل لترافق مقاطع الأكشن الدموية في اللعبة، نجد بذلك الأشياء التي تُميز ألعاب الأستوديو لكن بشكل محدود، بعض الخيارات تقود للأحداث والنتائج نفسها، ومراحل اللعب الحر التي تجمعون فيها بعض الأشياء غير مثيرة للاهتمام، خاصة أن الحوارات فيها سطحية ولا تجعلك تتعلق بشخصية أو بآخرى، وذلك متعلق بشخصية اللعبة الرئيسية التي حظيت بأغلب الثناء والتقدير من القصة المصورة، ولا يعني ذلك أنها سيئة، وإنما كشخص يتعرف عليها أول مرة، ستحتاج لبعض الوقت لتقبل شخصيتها المقاتلة والمتألمة.
بنفس المحرك، أصبح من الصعب جدا ألا تميز ألعاب الأستوديو عن غيرها، لكن الأمور بدأت تصبح قديمة نوعا ما، فلا نعلم أيجب أن يكون هذا الأمر عيبا أم لا، اللعبة لا تُظهِر قوة تقنية على أي حال، ولا قيمة فنية يمكن أن تجعل هذا الجانب أفضل، ولاتبدو اللعبة في الحقيقة قد حظيت بعناية أفضل من بقية ألعاب الاستوديو، الموسيقى من جهة آخرى استطاعت أن تصنع الأرضية المناسبة للأحداث، ولحن البداية والنهاية (أغاني مرخصة) صنعتا لمسة خاصة يمكن أن يستفاد منها لاحقا داخل اللعبة لتغيير أجوائها العامة.
تقييمي 10/10 .
Ep 2 :
السمراء Michonne بطبعها الحاد مستمرة في فصل رؤوس الموتى السائرين عن أجسادهم في الحلقة الثانية، وجرعة الأكشن فيها تجاوزت الحد الموصى به، لنحصل على حلقة عنيفة ومليئة بمقاطع الأكشن.
حسنا، القصة تتواصل في المكان الذي تركناها فيه، أين؟ إلعبوا الحلقة الأولى لتعرفوا ذلك، ومن الجميل رؤية أنها لا تنتظر إلا دقائق قليلة جدا قبل أن تدخل في الأحداث المهمة، وفي الحقيقة نعتها بالأحداث المهمة لا يعني أنها مثيرة، الحلقة جوفاء فعلا والقصة تُظهر ضعفها، السبب في ذلك أنها سلسلة مكونة من 3 حلقات فقط وكل شيء فيها مستعجل، لا يوجد مجال لبناء العلاقات أو الإحساس بالعمق الحقيقي للشخصيات، فكل شيء يتم في دقائق قليلة جدا، رغم أنها تنجح مجددا في الانتهاء بحدث مؤثر.
أسلوب اللعب لم يتحسن في شيء، وإن قرأتم أو لعبتهم الجزء الأول، فستعلمون أن اللعبة أضافت بشكل بسيط وغير مؤثر بعض الأماكن بتحكم حر، حيث تتحركون وتتحدثون للشخصيات وتتفاعلون مع ما في البيئة، كل هذا تم حذفه، والحلقة الثانية تحتوي مكانا واحدا على هذا الشكل، لكنه بدون شخصيات، فارغ تماما ولا يسمح لكم بمعرفة أكثر مما تعرفونه في الحلقة الأولى، غير ذلك اللعبة تحتوي الكثير من مقاطع QTE، ليست سيئة خاصة أنها تُرافق هذه المرة الكثير من مقاطع الأكشن.
قد تكون هذه الحسنة الوحيدة التي التقطها في هذه الحلقة، فالأكشن ينطلق من البداية ويتواصل إلى حدود النهاية، والتركيز على هذا الأمر واضح، ملامح شخصية اللعبة الرئيسية ترتسم بشكل أوضح وشخصيتها الحادة والعنيفة ميزتها عن شخصيات الموسم الأول والثاني من لعبة The Walking Dead، وبمحاولة المطورين إعطاءك خلفية عن ماضيها اكتسبت الشخصية عمقا أكثر وأصبحت طباعها قابلة للتصديق.
الحلقة قصيرة، وبما أنها تحولت للعبة تعتمد بشكل أكبر على الأحداث ذاتية التفعيل كمقاطع الأكشن الكثيرة، فلا أرى أنكم ستقضون فيها أكثر من ساعة ونصف، حتى إن كنت قد شعرت أن طول الحلقة أقل من ذلك، والأحداث فيها لم تساعد للاسف لتشعرني أننا تقدمنا في شيء، أما عن الرسومات والموسيقى فربما كنت منشغلا بقطع رؤوس الأعداء لألاحظ شيئا، إلا أنني بدأت أشعر أن الوقت قد حان ليحصل محرك الأستوديو على ترقية من الحجم الكبير، أو يتغير لمحرك قادر على نقل قيمة فنية للعمل، خاصة في لعبة كهذه لم تستطع أن تُظهر مستوى أفضل في الكتابة.
تقييمي 10/10 .
EP3 :
العبة قادمة بدون معلومات
تعليقات
إرسال تعليق